إذا كنت جديدًا في الاستثمار، فقد يبدو وكأنه عالم مخيف ومعقد يصعب اكتشافه. على الرغم من ذلك، فعندما تتعلم بعض المفاهيم الأساسية، ستشعر بثقة أكبر في قراراتك الاستثمارية.
في هذه المقالة، سنتناول المبادئ الأساسية التي يجب أن يعرفها كل مبتدئ عند الاستثمار؛ سنناقش أهمية التنويع واختيار الأصول، وشرح الأنواع المختلفة من الاستثمارات المتاحة، ونقدم نصائح حول كيفية تحديد أهدافك الاستثمارية وتحقيقها؛ حتى عندما تنتهي من قراءة هذا المقال يكون لديك فكرة عن كيفية البدء في الاستثمار وتدرك الخطوات التي تتخذها لتبني ثروتك بمرور الوقت.
في البداية.. لماذا علينا أن نستثمر؟
الاستثمار بمعناه العام هو إنفاق شيء ما بهدف جلب المنفعة على المدى الطويل؛ قد يكون هذا الإنفاق على نفسك مثل التعليم أو شراء سيارة للذهاب إلى العمل وقضاء حاجاتك، أو قد يكون بهدف الدخول في مشروع تجاري لتحقيق الربح، أو قد يكون عبر وضع أموالك في الأسهم أو الصكوك أو الأوراق المالية الأخرى لتنمية ثروتك.
جميعها تشترك في نسبة المخاطرة الناتجة عنها، فقد تدرس تخصص غير مطلوب في سوق العمل، أو تشتري سيارة ويكون بها عيوب مصنعية، أو تدخل في شراكة على مشروع غير ناجح؛ لذلك من المهم أن تفهم هذه المخاطر قبل أن تبدأ أي استثمار في حياتك سواء كان الثمن مالك أو وقتك.
ويستثمر أغلب الناس أموالهم بأهداف أخرى غير الربح المباشر مثل الحفاظ على قيمة أموالهم من تأثير التضخم على مدخراتهم، وهناك من يرغب أن يخوض التحدي و يجازف بالمضاربة والاستثمار النشط، كلما كنت صبورًا ولديك أهداف استثمارية طويلة الأجل، كلما قلت مستويات المخاطرة لديك ويزيد تحملك الصعود والهبوط في أداء السوق لتحقق عوائد أعلى بمرور الوقت.
ما هي أنواع الاستثمار المتاحة لي كمبتدئ
هناك العديد من أنواع الاستثمارات المختلفة للاختيار من بينها، وأبرزها هي الأسهم والصكوك (البديل الشرعي للسندات) وصناديق المؤشرات المتداولة والعقارات والسلع. وتختلف درجة ربحية وخطورة كل نوع من أنواع الاستثمار، لذلك من المهم أن تبحث عن الاستثمارات التي تتوافق مع أهدافك المالية وقدرتك على تحمل المخاطر (احتمالية الخسائر). ومن أبرز هذه الاستثمارات:
الاستثمار في أسهم الشركات
الأسهم تعني تملك نسبة من شيء ما، وفي سياق الاستثمار فهو تملكك نسبة في شركة ما؛ ويمكن شراء الأسهم وبيعها في الأسواق المالية. ويمكن أن تكسب من الأسهم عوائد عالية، ولكنها تعد من الخيارات الاستثمارية الأعلى مخاطرة وعادة تكون متقلبة ومحفوفة بالمخاطر.
الاستثمار في السندات أو الصكوك
السندات والصكوك هي من أدوات للدَين تصدرها الشركات أو الحكومات لتقترض من المستثمرين الأموال؛ فعندما تشتري سندًا، فأنت تقرض أموالًا للمصدر، والذي يعدك بالسداد بفائدة خلال مدة محددة.
أما الصكوك فهي مماثلة للسندات ولكن الفرق فيها هو أنها تجعلك شريكًا في المشاريع التي صدرت من أجلها الصكوك خلال مدة الصك.
يحصل حاملو السندات على فوائد محددة أو على جزء محدد من الأرباح الناتجة. وتعد الأصول والسندات عمومًا أقل خطورة من الأسهم، لكنها في المقابل تعطي عوائد محتملة أقل.
الاستثمار في صناديق المؤشرات المتداولة
صناديق المؤشرات المتداولة (ETF) هي مزيج من أسهم من شركات كثيرة تتاجر في السوق المالية ومقسمة على وحدات صغيرة قابلة للشراء والبيع مثل الأسهم. فعندما تشتري من صندوق ما فأنت تشتري نسبة من كل تلك الشركات المدرجة في الصندوق حسب نسبة كل شركة في الصندوق، وتعتبر هي الخيار الأمثل للمبتدئين كونها تغطي شركات في مجالات متعددة وتدار من قبل مدراء استثمار محترفين، وتتعدد أنواع الصناديق المتداولة لتغطي كافة أغلب أنواع الاستثمار مثل الأسهم والصكوك والسندات والسلع والعقار… إلخ.
كيف أحدد هدفي الاستثماري؟
من المهم تحديد أهداف استثمارية واضحة قبل أن تستثمر. وتسأل نفسك عدة أسئلة مثل: من أجل ماذا استثمر؟ هل استثمر للتقاعد؟ أو للحصول على دفعة مقدمة لشراء منزل؟ أو أي هدف آخر؟ عندما تحدد أهداف واضحة، ستتمكن من إنشاء خطة استثمارية تساعدك على تحقيق هذه الأهداف بمرور الوقت.
أحد الأشياء المهمة التي يجب مراعاتها عند تحديد أهداف الاستثمار هو قدرتك على تحمل المخاطر. ما مقدار المخاطر الذي ترغب في تحملها من أجل كسب عائدات أعلى؟ سيعتمد تحمل المخاطر على عوامل مثل عمرك ودخلك ووضعك المالي.
يقدم ملاءة لوغاريثمية متطورة لتحديد المحفظة الاستثمارية المناسبة لك بناء على عمرك، ووضعك المالي، وخبرتك الاستثمارية
يجب أن تكون صبورًا لتجني ثمار استثمارك
الاستثمار هو رحلة طويلة الأجل، ومن المهم التحلي بالصبر. قد تتعرض الأسواق المالية لتقلبات صعودًا وهبوطًا مع مرور الوقت. على الرغم من ذلك، عندما تلتزم بخطتك الاستثمارية وتستمر بالاستثمار، ستتمكن في النهاية من تحقيق أهدافك المالية.
أحد مفاتيح النجاح في الاستثمار هو تجنب اتخاذ القرارات العاطفية بناءً على حركات السوق اللحظية، وركز بدلاً من ذلك على أهدافك الاستثمارية طويلة الأجل.
الخلاصة (الزبدة 🧈)
يعد الاستثمار في الأسهم أو السندات أو صناديق الاستثمار أو العقارات وسيلة رائعة لتنمية ثروتك بمرور الوقت، مع أنها تتضمن بعض من المخاطر، فعندما تفهم الأنواع المختلفة من الاستثمارات وتحديد أهدافك الاستثمارية بوضوح، ستتمكن من اتخاذ قرارات سليمة تساير وضعك المالي وتدرك مستوى المخاطرة. المفتاح للاستثمار الناجح هو الحفاظ على صبرك، وتجنب اتخاذ القرارات العاطفية، والتمسك بخطة استثمار مدروسة جيدًا. حينها ستتمكن من تحقيق أهدافك المالية وتؤمن مستقبلك المالي.