الزيادة في المصاريف مشكلة يعاني منها الكثير وأحياناً تكون بدون إدراك حيث انه ينزل الراتب وتكتشف نصفه اختفى ولا تعلم كيف، وغالباً أسبابها منطقية ويمكن معالجتها مثل الشراء باندفاعية أو عدم مراقبة المصاريف عبر ميزانية بشكل صحيح او الاعتماد بشكل كبير على البطاقات الائتمانية وغيرها من الخدمات المشابه مثل الشراء الآن والدفع لاحقاً. بالطبع يوجد حلول عملية بإمكانك اتخاذها اليوم لحماية نفسك من الصرف الزائد، وتبدأ الحلول باكتشاف سبب المشاكل، ولذلك نستعرض هنا 7 أسباب تجعل الناس يميلون للإنفاق وكيف يمكن التغلب عليها:
1. الشراء الاندفاعي:
ماهو تعريف الشراء الاندفاعي؟ الشراء الاندفاعي أو المندفع هو عندما تشتري شيئاً في نفس اللحظة (تتخذ قرار الشراء في ذلك الوقت تحديداً) دون التفكير في التكاليف بشكل جيد وتلك العادة ترفع من الصرف بشكل ملحوظ وتقود إلى الانفاق المفرط. أفضل طريقة لتجنب الشراء المندفع هو التخطيط المسبق لما تود شراءه قبل الذهاب للمحل أو دخول المتجر الالكتروني الذي ترغب بالشراء منه، وتحليل عوامل شرائك للمنتج.
تحديد العوامل والتفكير في قرار الشراء أمر جيد، ولكنه ليس كافي؛ فعلى سبيل المثال عند الذهاب للسوبرماركت حاول ان تكتب ما ترغب شراءه في قائمة أولاً، يفيد ذلك في تجنب قرارات الشراء اللحظية، ويمكن التفكير في طرق أخرى تساعدك على تجنب تلك العادات مثل الاستناد على ميزانية، وذلك يأخذنا للنقطة الثانية…
2. عدم وضع الميزانية:
أحد الأسباب الرئيسية خلف الإنفاق الزائد هو عدم متابعة المصاريف باستخدام ميزانية، فهدف الميزانيات ليس الحد من صرفك على تصنيفات معينة فحسب، بل تساعدك على معرفة واكتشاف عادات مالية معينة قد تستطيع تحسينها مستقبلاً، الأمر الذي يساغدك على التخطيط لمشترياتك بشكل أفضل وحتى توفير مبالغ اضافية مع الوقت.
3. استخدام بطاقات الائتمان:
البطاقات الاتمانية أحد الأدوات التي أصبح يعتمد عليها الكثير وقد سهلت حياة الناس وأصبحت مصدراً للراحة، ولكنها قد تؤدي أيضًا إلى زيادة الإنفاق إذا لم يتم استخدامها بطريقة محسوبة وبمسؤولية. الكثير من الحلول الائتمانية (وخاصة شركات التقنية المالية) أصبحت تقدم أنواع وأشكال مختلفة للبطاقات الائتمانية؛ على سبيل المثال طرق الشراء الآن والدفع لاحقاً التي أصبحت رائجة اليوم، مثل تمارا وتابي تعتبر أيضاً شكلاً من أشكال الائتمان الذي قد يرفع من الصرف الزائد، فهي تشجع على الشراء كونها دون فوائد أو تكاليف اضافية.
حاول أن لا تعتمد بشكل كبير على البطاقات الائتمانية أو غيرها للمصروفات غير الرئيسية، مثل الترفية وغيره، واجعلها محصورة فقط في شراء الاساسيات وتسديد الفواتير المهمة، هذا سيمنعك من اللجوء للبطاقات الائتمانية وتجاوز الحدود الائتمانية بدوافع الترفيه، أو أنها فقط طريقة ملائمة للسداد وهذا ان شاء الله سيحميك من قرارات الشراء الاندفاعية.
ملاحظة: لا مانع من استغلال البطاقات الائتمانية للحصول على نقاط اضافية للمشتريات ولكن ينحصر استعمالها كطريقة سداد وليس تمويل، فإذا كنت تعلم مسبقاً بعدم قدرتك على السداد أول بأول فمن الأفضل تجنب البطاقات الائتمانية.
4. ضبط المصروفات:
سبب آخر منطقي وشائع للإنفاق المفرط، وهو عدم وجود نظرة شمولية على الأمور المالية، معرفة أين تذهب أموالك هي نقطة الإنطلاقة لتحسين عاداتك المالية! حيث أن معرفة كمية صرفك على الأكل والشرب والفواتير والترفية والأجار وغيرها من المشتريات يساعد بشكل كبير على تكوين صورة تقريبية لاحتياجاتك الشهرية؛ وقد يكون ذلك صعباً كونك تحتاج لتسجيل جميع مشترياتك وتصنيفها، ولكن مع كثرة المشتريات قد تنسى تسجيل بعضها أحياناً؛ ومن غير المعقول أن يقوم الجميع بذلك دون تفويت؛ ولذلك في ملاءة، نسهل عليك العملية بحيث أنك تقوم بربط حسابك البنكي مباشرة، ويتم سحب جميع عملياتك المالية السابقة وتصنيفها تلقائياً دون تدخل منك، وبذلك لن تتفاجئ بالتكاليف غير المتوقعة لاحقاً بإذن الله.
5. المدخرات غير الكافية:
في أحيان كثيرة نبالغ في احتياجاتنا القريبة ونقلل من تقدير احتياجاتنا المستقبلية! تأكد أنك تدخر باستمرار كل شهر حتى لو بمبالغ صغيرة خصوصاً في البداية إذا كنت لم تبني صندوق طوارئ بعد. تكلمنا في هذه المقالة السابقة عن كيفية بناء صندوق طوارئ حيث أن صندوق الطوارئ سياعدك في تجنب النفقات غير المتوقعة، وتتأكد دائماً من وجود أموال كافية تغطي احتياجك حتى لا تضطر لاستخدام بطاقات الائتمان أو الاقتراض، سواء قروض قصيرة أجل ذات فوائد مرتفعة أو غيرها.
6. ضغط المجتمع المحيط:
يمكن لضغط المجتمع المحيط بك أن يكون أحد أكبر المساهمين في زيادة الإنفاق. سواء كنت تحاول مواكبة زملائك أو أصدقائك عند الخروج لتمشية أو عشاء في أحد المطاعم أو حتى مجرد الشعور بالحاجة لشراء شيء ما لأن جميع من حولك يمتلكه - يجب عليك محاربة هذه الأفكار وشراء ما تحتاج فقط. أفضل طريقة لحل هذه المشكلة هي وضع حدود شخصية حول عاداتك الإستهلاكية والالتزام بهذه الحدود بغض النظر عما يقوله الآخرون - سيحميك ذلك من أي مشتريات غير ضرورية بسبب ضغط الأصدقاء أو الأسرة.
7. اعتبار الدين أمر عادي:
من الأمور التي يجب تجبنها هو اعتبار الديون أمر عادي ومفروغ منه واعتباره سلوك "طبيعي". ذلك يقود الناس لاستسهال الحصول على تمويل، ويعرضهم لخطر تراكمها دون تفكير لتمويل أسلوب حياتهم دون التفكير في الآثار الطويلة (خصوصاً مع البطاقات الائتمانية). دائماً تذكر أنه لا ينبغي أبداً اعتبار الدين سلوكاً "طبيعياً" ويجب بدلاً من ذلك أن ينظر له كخيار أخير وليس في رأس قائمة الحلول لأي مشكلة مالية تواجهك.
المحصّلة الأخيرة (الزبدة 🧈)
ليس من السهل التخلص من بعض العادات المالية أو حتى تحسينها وهي رحلة تستمر لفترة طويلة، وعليك الاستعانة بالأدوات اللازمة التي تساعدك على ذلك؛ من خلال التدقيق في المصروفات والتحكم بها يمكن تجنب جزء لا بأس منه من المشكلات المالية، فهم سلوكياتك المالية أمر مهم لتجنب الشراء الاندفاعي. شكراً لقراءة المقال وكل التوفيق في رحلتك للوصول للحرية المالية!