يحتار من يملك مبلغاً من المال ويرغب في استثماره بتحديد أفضل استراتيجية استثمارية تناسبه؛ حيث إن استراتيجيات الاستثمار عديدة، ومن بينها استراتيجية توسيط التكلفة واستراتيجية الاستثمار بمبلغ مستقطع دفعة واحدة.
في هذه المدونة، سنشرح الفرق بين الاستثمار بمبلغ مستقطع دفعةً واحدة وبين اتباع مبدأ توسيط التكلفة بتخصيص دفعات دورية للاستثمار وأيهما يكون خيار أنسب لوضعك المالي.
مفهوم الاستثمار باستراتيجية توسيط التكلفة
(Dollar-cost averaging):
يعد مفهوم الاستثمار باستراتيجية توسيط التكلفة من أشهر الطرق المتبعة بسبب عدة مميزات مثل؛ تقليل مخاطر الاستثمار
عبر توسيط تكلفة الشراء وتقليل مخاطر الدخول أو البدء في الاستثمار في وقت خاطئ كونه من الصعب جداً توقيت السوق.
وبإتباع استراتيجية توسيط التكلفة، فإنك تخصص مبلغ للاستثمار بشكل دوري لمدة زمنية محددة، وتقوم بالشراء في التاريخ المحدد للاستثمار مهما كان السعر الذي يتداول به السهم.
مثال: إذا قررت الاستثمار في أحد الأصول الاستثمارية أو في واحدة من المحافظ الاستثمارية التي نقدمها، فستقوم بالاستثمار على دفعات دورية بمبلغ محدد ولمدة زمنية محددة؛ مثل أن تستثمر في تاريخ 27 من كل شهر بمبلغ 1000 ريال لمدة 5 سنوات أو تستثمر 500 ريال أسبوعياً لمدة عام.
و تحديد مبلغ الاستثمار ومدته يعتمد على أهدافك الاستثمارية، اطلع على هذه المدونة التي تتحدث عن الوعي المالي.
وتعتبر استراتيجية الاستثمار عبر توسيط التكلفة طريقة فعالة ومجربة على مدى سنوات، ولكن يترتب عليها انخفاض عوائد الاستثمار على المدى القصير بسبب تجزئة مبلغ الاستثمار والشراء على دفعات لتخفيض المخاطر، حيث ستقوم بالدخول في انخفاضات وفي ارتفاعات ولكن مع الوقت ستكون قد وسطت تكلفة الشراء لديك لتصبح أقل من متوسطات أسعار السهم وبذلك تحقق عوائد رائعة على المدى البعيد وسنوضح ذلك في الاستراتيجية التالية.
مفهوم الاستثمار باستقطاع مبلغ دفعة واحدة
(Lump-sum):
يأتي مفهوم الاستثمار بدفعة واحدة بالشراء في الأصل الاستثماري بالمبلغ المخصص مرة واحدة. ومثال على ذلك، إذا كنت تملك 120 ألف ريال، تقوم بالدخول في السوق والاستثمار بهذا المبلغ دفعة واحدة دون القيام بتقسيم المبلغ والدخول به على دفعات.
ويمكن تلخيص الأمر الإيجابي لهذه الطريقة باحتمالية زيادة العائد على الاستثمار، خاصة إذا تم الاستثمار دفعة واحدة في وقت انخفاض السوق.
ولكن قد يترتب على الاستثمار دفعة واحدة زيادة المخاطر، حيث قد تعرضك هذه الطريقة إلى مخاطر الدخول في السوق وهو على ارتفاع فتستثمر المبلغ بتكلفة استثمار عالية ولو حصل انخفاض بعدها ستضطر للانتظار لفترة حتى يرتفع السوق مرة أخرى. والعكس صحيح فقد تستثمر المبلغ وتكون نقطة الدخول على انخفاض وتستفيد من الارتفاع الذي يليه.
ويظهر الجدول مقارنة في العوائد المتوقعة للطريقتين لنفس المحفظة